لِلْحُب لُغَة نَفْهَمُهَا احَيَانَا ونَجَهْلَهَا فِي مُعْظَم الْأَحْيَان فَلُغَة الْحُب الْمَفْهُوْمَة
هِي الْلُّغَة الْمُبَاشَرَة الْسَّطْحِيَّة الَّتِي يَشْتَرِك فِيْهَا الْكُل دُوْن اسْتِثْنَاء فَلَيْس
هُنَاك قَلَوَّب بِلَا حُب وَلَكِن لُغَة الْحُب الْحَقِيقِيَّة هِي لُغَة الْقُلُوْب الَّتِي
تَصِل بِالاسْتِشْعَار دُوْن إِشْعَار وبِقُلُوْبِنَا نَعْرِف مَن يُحِبُّنَا وَمَن
يَكْرَهُنَا وَمَن يُكَذِّب عَلَيْنَا وَمَن يُصَدِّق ...
عِنْدَمَا لَا تِجُد فِي قَلْبِك حُبّا لِلْطَّرْف الْأُخَر فَلَابُد ان يَكُوْن هُنَاك خَلَلَا قَائِما ..
عِنَدَمّا اشْعُر بِالْحُب فَان الْدُّنْيَا بَاسْرِهَا لَا تَسَعُنِي وَكُل الْمَعَانِي لَا تَكْفِيِنْي
وَكُل مُقَوِّمَات الْشِّعْر وادَوَات الْنَّثْر لَا تُنْصِفُنِي وَلَكِنِّي اكْتُفِي عَنْهَا بِكَلِمَة
تُعَبِّر الْأَفَاق وَتُقَطِّع الْمَدَى وَتَلَفَّت الْأَنْظَار وَتُغَيِّر مَسَارَات الْمَشَاعِر رَغْم
انَهَا لَا تَتَعَدَّى ارْبَعَة أَحْرُف هي ... ( أ ح ب ك ) ,,,,
يآِآِآِآه كَم لِهَذِه الْكَلِمَة مِن سِحْر؟ وَكَم لَهَا مِن مَسَاحَات فِي قَلْبِي ؟ حَيْث
يُفِيْق وَيِّسْتَفِيْق مَعَهَا بِلَا إِنْذَار ... كَلِمَة تُعَبِّر بِي الْمَدَى وَانَا مُغْمَض الْعَيْنَيْن
وَتَسْلُك بِي الْفِجَاج وَانَا جَالِس عَلَى ارِيْكَة الْانْتِظَار بَيْن نَظْرَة تَفَاؤُل وَلَفْحَة شَوْق
وَصَحْوَة أَمَانِي وَنَشْوَة أَمَال وَكُوْمَة أُلَآم...
أُحِبُّك ... تَسْمَعُهُا الْكَائِنَات فَتَنْتَشِي ... وَتُغَرِّد بِهَا الْطُّيُوْر فَتُحَلِّق ...
وَتَصْدَح بِهَا الْبَلَابِّل فَتَطْرَب وُتَتَهَادَى عَلَى صَدَحُهَا طَرَبَا ..
فَكَيْف بِقَلِوبنا عِنَدَمّا تَسْتُشَعْرَهَا وِتْعِيْشها بِالْإِيْحَاء قَبْل الإِفصَاح ..
مَا اجْمَل نَسَائِم الْحُب الْعَابِرَه ... وَمَا احْلَى نَغَمَات الْود الْمَتَمْتَمِه ...
وَمَا ارْق كَلِمَات الْشَّوْق الْمُتَلَعْثِمَه إِنَّهَا حَالَة تَنْتَاب كُل مُحِب
صَادِق حَيْث تُخْرِس كُل الُّتعَابِيّر إِلَا لُغَة الْحُب الْتِي تَسْرِي
بِالأَوردِه دُوْن تَعْكِير ..
أُحِبُّك عِنَدَمّا اقَوَلَهَا أَو اسْمَعْهَا تَتَغَيَّر مَعَالِم الْبَسِيطَه حَيْث يُخَيَّل لَي
ان وِدْيَانُهَا انْهَارَا وَجِبَالِهَا اشْجَارِا وَسُهُوْلَهَا وُرُوْدا وَأَزْهَارَا ...
أُحِبُّك .. عِنَدَمّا تَسْرِي بِخِفْيَة إِلَى قَلْبِي يَتَحَوَّل نَثْرِي إِلَى سَحَر
وَلُغَتِي إِلَى شَعْر وَشِعْرِي إَلَى صِدْق يُمِلأ كُل الفَرَاغَات
وَيُلْغِي كُل الْمَسَامَات
وَيُقْفِل كُل الطُّرُقَات إِلَا طَرِيْق وَاحِد هُو طَرِيْق الْحُب إِلَى الْقَلْب ..
أُحِبُّك .. كَلِمَة مِن يَقُوُلُهَا وَهُو غَيْر صَادِق تُشْقِيْه بَدَلا أَن تُسْعِدُه
وُتَقَصِّيْه عِوضاً عن ان تُدْنِيَه
إِنَّهَا كَلِمَة بَيْنَهَا وَبَيْن الْكَذِب عَدُوّاة وَبَيْنَهَا وَبَيْن الْصِّدْق نَقَاوَة وَطَرَاوَة
فَهِي تُصَفِّي الْأَرْوَاح وَتُنِقَيُّهَا وَتَنْشُر فِي عَالَمِهَا لُغَة اخْرَى وَمَعَانِي اخْرَى
وُعِبَارَات اخْرَى تَكْتَنِفُهَا كُلَّهَا كَلَمَةَ مُعَبِّرَة مُؤْثَرَة هِي .....
( أُحِبك )
وَالْسُّؤَال .... هَل يُسْكِت الْحُب ؟؟
مِن وِجْهَة نَظَرِي الْخَاصَّةِ
نَعَم إِن الحِب يَسْكُت عِنْدَمَا يُصْبِح الْكَلَام لَا يُضِيْف جَدِيْدا
عِنْدَهَا تَتَحْدَث الْقُلُوْب وَبِسِرِّيَّة تَامَّة وَتُعَبِّرْ بِمَا يُخْتَلِجَهَا
بِصَمْت مُطْبِق وَاجْزِم حِيْنَهَا بِأَن أَفْصَح لُغَة هِي لُغَة الْقُلُوْب ...
هُنَا اجِد أَنَّنِي بِحَاجَة لِلْصَّمْت فَقَد بَدَا حَدِيْث قَلْبِي ..